فصل: السنة التاسعة من سلطنة الظاهر بيبرس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة التاسعة من سلطنة الظاهر بيبرس

فيها توفي الأمير عز الدين أيدمر بن عبد الله الحلي الصالحي النجمي كان من أكبر أمراء الدولة وأعظمهم محلًا عند الملك الظاهر وكان نائب السلطنة عنه بالديار المصرية في غيبته عنها لوثوقه به واعتماده عليه وكان قليل الخبرة لكن رزق السعادة‏.‏

قلت‏:‏ له أسوة بأمثاله‏.‏

قال‏:‏ وكان محظوظًا من الدنيا له الأموال الجمة والمتاجر الكثيرة والأملاك الوافرة‏.‏

وأما ما خلفه من الأموال والخيول والجمال والبغال والعدد فيقصر الوصف عنه‏.‏

ومات بقلعة دمشق في يوم الخميس سابع شعبان ودفن بتربته بجوار مسجد الأمير موسى بن يغمور‏.‏

ومات وقد نيف على الستين‏.‏

وفيها توفي الشيخ المحدث عماد الدين محمد بن محمد بن علي أبو عبد الله كان فاضلًا سمع الكثير ومات بدمشق في شهر ربيع الأول ولما كان بحلب كتب إليه أخوه سعد الدين سعد يقول‏:‏ البسيط ما للنوى رقة ترثي لمكتئب حران في قلبه والدمع في حلب قد أصبحت حلب ذات العماد بكم وجلق إرمًا هذا من العجب الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفني زين الدين إسماعيل بن عبد القوي بن عزون الأنصاري في المحرم‏.‏

والإمام مجد الدين علي بن وهب القشيري والد ابن دقيق العيد‏.‏

والحافظ زين الدين أبو الفتح محمد بن محمد الأبيوردي الصوفي في جمادى الأولى‏.‏

واللغوي مجد أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وست عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وسبع أصابع‏.‏

السنة العاشرة من سلطنة الظاهر بيبرس وهي سنة ثمان وستين وستمائة‏.‏

فيها توفي الشيخ موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة الخزرجي المعروف بابن أبي أصيبعة الحكيم الفاضل صاحب المصنفات منها طبقات الأطباء‏.‏

مات بصرخد في جمادى الأولى وقد نيف على سبعين سنة وكان فاضلًا عالمًا في الطب والأدب والتاريخ وله شعر كثير من ذلك ما مدح به الصاحب أمين الدولة وهي قصيدة طنانة أولها‏:‏ الوافر فؤادي في محبتهم أسير وأنى سار ركبهم يسير يحن إلى العذيب وساكنيه حنينًا قد تضفنه سعير ويهوى نسمة هبت سحيرًا بها من طيب نشرهم عبير وإني قانع بعد التداني بطيف من خيالهم يزور ومعسول اللمى مر التجني يجور على المحب ولا يجير وقد وصلت جفوني فيه سهدي فما هذي القطيعة والنفور وهي طويلة كلها على هذا النمط‏.‏

وفيها توفي الأمير عز الدين أيبك بن عبد الله الظاهري نائب حمص كان فيه صرامة مفرطة وكان موصوفًا بالعسف والظلم وسيرة قبيحة ومع هذه المساوئ كان أيضًا فيه رفض‏.‏

مات بحمص وفرح بموته أهل بلده‏.‏

وفيها توفي الأمير عز الدين أيبك بن عبد الله المعروف بالزراد كان نائب قلعة دمشق وكان من المماليك الصالحية النجمية وكانت حرمته وافرة وسيرته جميلة‏.‏

ومات في ذي القعدة‏.‏

وفيها توفي موسى بن غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن حسين الأنصاري المقدسي كان كبير القذر صدرًا كبيرًا شجاعًا وافر الحرمة تولى مشيخة الحرم بالقدس الشريف وكان كريمًا وله سمعة وصيت‏.‏

مات بالقدس في المحرم وقد جاوز سبعين سنة‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي المحدث زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي في رجب وله ثلاث وتسعون سنة‏.‏

وقاضي القضاة محي الدين يحيى بن محمد بن الزكي القرشي في رجب وله اثنتان وسبعون سنة‏.‏

وأبو حفص عمر بن محمد بن أبي سعد الكرماني الواعظ في شعبان وله ثمان وتسعون سنة‏.‏

وفيها قتل في المصاف صاحب أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا واثنتان وعشرون إصبعًا‏.‏

السنة الحادية عشرة من سلطنة الظاهر بيبرس البندقداري على مصر وهي سنة تسع وستين وستمائة‏.‏

فيها توفي الشيخ شمس الدين أبو إسحاق إبراهيم بن المسلم بن هبة الله بن البارزي الفقيه الحموي الشافعي مولده سنة ثمانين وخمسمائة وكان فقيهًا فاضلًا ورعًا وله شعر جيد وأفتى ودرس بمعرة النعمان وغيرها ومات في شعبان بحماة‏.‏

ومن شعره رحمه الله يصف دمشق‏:‏ المتقارب دمشق لها منظر رائق وكل إلى وصلها تائق وأنى يقاس بها بلدة أبى الله والجامع الفارق وفيها توفي القاضي كمال الدين أبو السعادات أحمد بن مقدام بن أحمد بن شكر المعروف بابن القاضي الأعزة كان أحد الأكابر بالديار المصرية متأهلًا للوزارة وغيرها وتولى المناصب الجليلة وفيها توفي الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله الصيرفي كان من أعيان الأمراء بالديار المصرية وممن يخشى جانبه فلما تمكن الملك الظاهر بيبرس أخرجه إلى دمشق ليأمن غائلته وأقطعه بها خبزًا جيدًا فدام به إلى أن مات ببعلبك وهو في عشر الستين‏.‏

وفيها توفي الأمير قطب الدين سنجر بن عبد الله المستنصري البغدادي المعروف بالياغز كان من مماليك الخليفة المستنصر بالله وكان محترمًا في الدولة الظاهرية وعنده معرفة وحسن عشرة ومحاضرة بالأشعار والحكايات‏.‏

وفيها توفي الملك الأمجد تقي الدين عباس ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب بن شادي وكنيته أبوالفضل كان محترمًا عند الملك الظاهر لا يرتفع عليه أحد في المجالس وهو آخر من مات من أولاد الملك العادل لصلبه وكان دمث الأخلاق حسن العشرة لا تمل مجالسته‏.‏

ومات بدمشق في جمادى الآخرة ودفن بسفح قاسيون‏.‏

وفيها توفي قطب الدين عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن نصر بن محمد بن نصر بن محمد بن سبعين أبو محمد المرسي الرقوطي الصوفي المعروف بابن سبعين‏.‏

قال الذهبي في تاريخ الإسلام‏:‏ كان صوفيًا على قاعدة زهاد الفلاسفة وتصوفهم وله كلائم كثير في العرفان على طريق الاتحاد والزندقة‏.‏

وقد ذكرنا محط هؤلاء الجنس في ترجمة ابن الفارض وابن العربي وغيرهما فيا حسرة على العباد‏!‏ كيف لا يغضبون لله تعالى ولا يقومون في الذب عن معبودهم تبارك الله وتقدس في ذاته عن أن يمتزج بخلقه أو يحل فيهم وتعالى الله عن أن يكون هو عين السموات والأرض وما بينهما فإن هذا الكلام شر من مقالة من قال بقدم العالم‏.‏

ومن عرف هؤلاء الباطنية عذرني أو هو زنديق مبطن للاتحاد يذب عن الاتحادية والحلولية ومن لم يعرفهم فالله يثيبه على حسن قصده‏.‏

ثم قال بعد كلام طويل‏:‏ واشتهر عنه يعني عن ابن سبعين هذا أنه قال‏:‏ لقد تحجر ابن آمنة واسعًا بقوله‏:‏ لا نبي بعدي‏.‏

ثم ساق الذهبي أيضًا من جنس هذه المقولة أشياء أضربت عنها إجلالًا في حق الله ورسوله لا لأجل هذا النجس‏.‏

قلت‏:‏ إن صح عنه ما نقله الحافظ الذهبي وهو حجة في نقله فهو كافر زنديق مارق من الدين مطرود من رحمة الله تعالى‏.‏

انتهى‏.‏

والرقوطي نسبة إلى حصن من عمل مرسية يقال له رقوطة‏.‏

وفيها توفي الأمير شرف الدين أبو محمد عيسى بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كامل الكردي الهكاري كان أحد أعيان الأمراء سمع الحديث وحدث ومولده سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بالقدس وكان أحد الأمراء المشهورين بالشجاعة والإقدام وله وقائع معدوة ومواقف مشهورة مع العدو بأرض الساحل ولي الأعمال الجليلة وقدمه الملك الظاهر بيبرس على العساكر في الحروب غير مرة ومات بدمشق في شهر ربيع الآخر‏.‏

ومن شعره مما كتبه للوزير شرف الدين ابن المبارك وزير إربل‏:‏ الطويل أ أحبابنا إن غبت عنكم وكان لي إلى غير مغناكم مراح وإيسام فما عن رضًا كانت سليمى بديلة بليلى ولكن للضرورات أحكام وفيها توفي محمد بن عبد المنعم بن نصر الله بن جعفر بن أحمد بن حوارى الفقيه الأديب أبو المكارم تاج الدين التنوخي المعري الأصل الحنفي الدمشقي المولد والدار والوفاة المعروف بابن شقير‏.‏

ولد سنة سبع وستمائة وسمع وحدث بدمشق والقاهرة وكان فقيهًا محدثًا فاضلًا بارعًا أديبًا وعنده رياسة ومكارم ودماثة أخلاق وحسن محاضرة وهو معدود من شعراء الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن العزيز ومات في صفر‏.‏

ومن شعره‏:‏ السريع قد أقبل الصيف وولى الشتا وعن قريب نشتكي الحرا أما ترى البان بأغصانه قد قلب الفرو إلى برا وقال رحمه الله‏:‏ الكامل واحيرة القمرين منه إذا بدا وإذا انثنى واخجلة الأغصان كتب الجمال ويا له من كاتب سطرين في خذيه بالريحان كأن خط عذار شق عارضه ميدان آس على ورد ونسرين وخط فوق حجاب الدر شاربه بنصف صاد ودار الصدغ كالنون ولمحمد بن يوسف الخياط الدمشقي في معنى العذار‏:‏ مخلع البسيط عذار حبي دقيق معنى تجل عن حسنه الصفات حلا لرائيه وهو نبت هذا هو السكر النبات ولابن نباتة‏:‏ الكامل وبمهجتي رشأ يميس قوامه فكأنه نشوان من شفتيه شغف العذار بخده ورآه قد نعست لواحظه فدب عليه وللصفدي‏:‏ عيناه قد شهدت بأني مخطئ وأتت تخط عذاره تذكارا يا حاكم الحب اتئد في قتلتي فالخط زور والشهود سكارى الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي الشيخ حسن بن أبي عبد الله بن صدقة الصقلي المقرئ في شهر ربيع الأول وقد نيف على سبعين‏.‏

وشيخ السبعينية قطب الدين عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن سبعين المرسي بمكة في شوال وله خمس وخمسون سنة‏.‏

ومجد الدين محمد بن إسماعيل بن عثمان بن مظفر بن هبة الله بن عساكر في ذي القعدة‏.‏

وقاضي حماة شمس الدين إبراهيم بن المسلم بن البارزي في شعبان وله تسع وثمانون سنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا واثنتا عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثانية عشرة من سلطنة الظاهر بيبرس وهي سنة سبعين وستمائة‏.‏

فيها توفي الملك الأمجد مجد الدين أبو محمد الحسن ابن الملك الناصر داود ابن الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل أبي بكر بن أيوب كان الملك الأمجد هذا من الفضلاء وعنده مشاركة جيدة في كثير من العلوم وله معرفة تامة بالأدب‏.‏

وفيها توفي الشيخ عماد الدين عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد بن محمد بن الحسين الحلبي الشافعي المعروف بابن العجمي كان فاضلًا سمع الحديث وتفقه وحدث ودرس وتولى الحكم بمدينة الفيوم من أعمال مصر وغيرها وناب في الحكم بدمشق وكان مشكور السيرة‏.‏

ومات بحلب في رابع عشر شهر وفيها توفي الأديب أمين الدين علي بن عثمان بن علي بن سليمان بن علي بن سليمان بن علي أبو الحسن المعروف بأمين الدين السليماني الصوفي الإربلي الشاعر المشهور ولد سنة اثنتين وستمائة‏.‏

ومات بمدينة الفيوم من أعمال مصر في جمادى الأولى وكان فاضلًا مقتدرًا على النظم وهو من أعيان شعراء الملك الناصر صلاح الدين يوسف صاحب الشام وكان أولًا جنديًا ثم ترك ذلك وتزهد‏.‏

ومن شعره وقد أرسل إلى بعض الرؤساء هدية فقال‏:‏ الطويل هدية عبد مخلص في ولائه لها شاهد منها على عدم المال وليست على قدري ولا قدر مالكي ولكنها جاءت على قدر الحال وقال رحمه الله‏:‏ الوافر ألا فاحفظ لسانك فهو خير وطرفك واستمع نصحي ووعظي فرب عداوة حصلت بلفظ ورب صبابة حصلت بلحظ وفيها توفي الرئيس الصدر عماد الدين أبو عبد الله محمد بن سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن صصرى التغلبي البلدي الأصل الدمشقي المولد والدار والوفاة العدل الكبير مولده سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وسمع الكثير وحدث وكان شيخًا جليلًا من بيت العلم والحديث وقد حدث هو وأبوه وجده وجد أبيه الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي العلامة الكمال سلار بن الحسن الإربلي الشافعي في جمادى الآخرة ومعين الدين أحمد ابن القاضي زين الدين علي بن يوسف الدمشقي العدل بمصر في رجب‏.‏

والإمام جمال الدين عبد الرحمن بن سلمان الحراني البغدادي الحنبلي في شعبان وله خمس وثمانون سنة‏.‏

والقاضي عماد الدين أبو عبد الله محمد بن سالم بن الحسن بن هبة الله الدمشقي بن صصرى في ذي القعدة‏.‏

والملك الأمجد السيد الجليل حسن ابن الناصر داود صاحب الكرك في جمادى الأولى كهلًا‏.‏

والصدر وجيه الدين محمد بن علي بن سويد التكريتي التاجر في ذي القعدة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وإصبعان‏.‏

مبلغ الزيادة ثماني عشرة ذراعًا وإحدى عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثالثة عشرة من سلطنة الظاهر بيبرس وهي سنة إحدى وسبعين وستمائة‏.‏

فيها توفي الأديب الفاضل مخلص الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن قرناص الخزاعي الحموي الشاعر المشهور كان أديبًا فاضلًا وله اليد الطولى في النظم ومات ليلي وليلك يا سؤلي ويا أملي ضدان هذا به طول وذا قصر وذاك أن جفوني لا يلم بها نوم وجفنك لا يحظى به السهر قلت‏:‏ وهذا يشبه قول القائل وما أدري أيهما أسبق إلى هذا المعنى وهو‏:‏ البسيط ليلي وليلى نفى نومي اختلافهما بالطول والطول يا طوبى لو اعتدلا يجود بالطول ليلي كلما بخلت بالطول ليلى وإن جادت به بخلا وفيها توفي الشريف شرف الدين أبو عبد الله محمد بن رضوان بن علي بن أبي المظفر بن أبي العتاهية المعروف بالشريف الناسخ‏.‏

مات بدمشق في شهر ربيع الآخر وكان من الفضلاء وله مشاركة في كثير من العلوم وله اليد الطولى في النظم والنثر‏.‏

ومن شعره‏:‏ الكامل عانقته عند الوداع وقد جرت عيني دموعًا كالنجيع القاني ورجعت عنه وطرفه في فترة يملي علي مقاتل الفرسان قلت‏:‏ وما أحسن قول القاضي ناصح الدين الأرجاني في هذا المعنى‏:‏ مخلع البسيط إذا رأيت الوداع فاصبر ولا يهمنك البعاد وانتظر العود عن قريب فإن قلب الوداع عادوا وأجاد أيضًا من قال في هذا المعنى‏:‏ الطويل فكونوا عليه مشفقين فإنه رهين لديكم في الهوى وأسير وفيها توفي المحدث شرف الدين أبو المظفر يوسف بن الحسن بن بدر بن الحسن بن مفرج بن بكار النابلسي الأصل الدمشقي المولد والدار والمنشأ والوفاة المحدث المشهورة كان فاضلًا وسمع الكثير وحدث وكانت لديه فضيلة ومشاركة ومعرفة بالأدب‏.‏

ومن شعره‏:‏ البسيط عرج بعيسك واحبس أيها الحادي عند الكثيب وعرس يمنة الوادي واقر السلام على سكان كاظمة مني وعرض بتهيامي وتسهادي وقل محب بنار الشوق محترق أودى به الوجد خلفناه بالنادي الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي الحافظ شرف الدين أبو المظفر يوسف بن الحسن بن النابلسي الدمشقي في المحرم‏.‏

وخطيب المقياس أبو الفتح عبد الهادي بن عبد الكريم القيسي المقرئ وله أربع وتسعون سنة في شعبان‏.‏

والمحدث شمس الدين محمد بن عبد المنعم بن عمار بن هامل الحراني في رمضان‏.‏

وأبو العباس أحمد بن هبة الله بن أحمد السلمي الكهفي في رجب‏.‏

وصاحب التعجيز الإمام تاج الدين أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن يونس الموصلي في جمادى الأولى ببغداد وله ثلاث وسبعون سنة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع وإحدى عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة السنة الرابعة عشرة من سلطنة الظاهر بيبرس وهي سنة اثنتين وسبعين وستمائة‏.‏

فيها ملك الملك الظاهر بيبرس برقة بعد حروب كثيرة‏.‏

وفيها توفي الصاحب محيي الدين أحمد بن علي بن محمد بن سليم الصاحب محيي الدين أبو العباس ابن الصاحب بهاء الدين بن حنا في ثامن شعبان بمصر ودفن بسفح المقطم ووجد عليه والده وجدًا شديدًا وعملت له الأعزية والختم وكان فاضلًا وسمع من جماعة وحدث ودرس بمدرسة والده التي أنشأها بزقاق القناديل بمصر إلى حين وفاته‏.‏

وفيها توفي المحدث مؤيد الدين أبو المعالي أسعد بن المظفر بن أسعد بن حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي المعروف بابن القلانسي مولده بدمشق سنة ثمان أو تسع وتسعين وخمسمائة وسمع الكثير وحدث بدمشق ومصر وهو من البيوتات المشهورة بالحديث والعدالة والتقدم‏.‏

ومات في ثالث عشر المحرم ببستانه ظاهر دمشق وكان وافر الحرمة متأهلًا للوزارة كثير الأملاك واسع الصدر‏.‏

وفيها توفي الأمير فارس الدين أقطاي بن عبد الله الأتابكي المعروف بالمستعرب الصالحي النجمي كان من أكابر الأمراء وأعيانهم وكان الملك المظفر قطز قربه وجعله أتابكا وعلق جميع أمور المملكة به‏.‏

فلما تسلطن الملك الظاهر قام معه وحلف له وسلطنه فلم يسع الملك الظاهر إلا أن أبقاه على حاله وصار الظاهر في الباطن يتبرم منه ولا يسعه إلا تعظيمه لعدم وجود من يقوم مقامه فإنه كان من رجال الدهر حزمًا وعزمًا ورأيًا فلما أنشأ الملك الظاهر بيليك الخازندار أمره بملازمته والاقتباس منه فلازمه مدة فلما علم الظاهر منه الاستقلال جعله مشاركًا له في الجيش وقطع الرواتب التي كانت لأقطاي المذكورة فجمع أقطاي نفسه وتعلل قريب السنة وصار يتداوى إلى أن مات وكان أظهر أن به طرف جذام ولم يكن به شيء من ذلك رحمه الله تعالى‏.‏

وفيها توفي مجاهد بن سليمان بن مرهف بن أبي الفتح التميمي المصري الخياط الشاعر المشهور وكان يعرف بابن أبي الربيع‏.‏

مات في جمادى الآخرة بالقرافة الكبرى وكان بها سكنه وبها دفن وكان فاضلًا أديبًا ومن شعره في أبي الحسين الجزار وكان بينهما مهاجاة‏:‏ المجتث أبا الحسين تأدب ما الفخر بالشعر فخر وما ترشحت منه بقطرة وهو بحر وفيه يقول أيضا‏:‏ مخلع البسيط إن تاه جزاركم عليكم بفطنة عنده وكيس ومن شعره قوله لغز في إبرة وكستبان‏:‏ السريع ثلاثة في أمر خصمين إلفين لكن غير إلفين هما قريبان وإن فرقت بينهما الأيام فرقين فواحد يعضده واحد ويعضد الآخر باثنين تراهما بينهما وقعة إذ تقع العين على العين وفيها توفي الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن سليمان بن عبد الملك بن علي المعافري الشاطبي المقرئ الزاهد نزيل الإسكندرية قرأ بالسبع في الأندلس وبرع في القراءات والتفسير وله تفسير صغير‏.‏

ومات في العشرين من شهر رمضان وله سبع وثمانون سنة‏.‏

وفيها توفي الشيخ الإمام العلامة فريد عصره جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مالك النحوي الجياني الشافعي الطائي العالم المشهور صاحب التصانيف في النحو والعربية نزيل دمشق‏.‏

مولده سنة إحدى وستمائة وسمع الحديث وتصحر بحلب لإقراء العربية وصرف همته إلى النحو حتى بلغ فيه الغاية وصنف التصانيف المفيدة وكان إمامًا في القراءات وصنف فيها أيضًا قصيدة مرموزة في مقدار الشاطبية وكان إمامًا في اللغة‏.‏

قلت‏:‏ وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره‏.‏

ومات في ثاني عشر شعبان وقد نيف على الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي مؤيد الدين أسعد ابن المظفر التميمي ابن القلانسي عن ثلاث وسبعين سنة في المحرم والسيد نجيب الدين عبد اللطيف بن أبي محمد عبد المنعم بن الصيقل الحراني في صفر وله خمس وثمانون سنة‏.‏

والمسند تقي الدين إسماعيل بن إبراهيم بن أبي اليسر التنوخي الكاتب في صفر وله ثلاث وثمانون سنة‏.‏

وأبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق الأنصاري الرزاز في شهر ربيع الأول عن ست وثمانين سنة‏.‏

والقاضي كمال الدين عمر بن بندار التفليسي بمصر في شهر ربيع الأول وقد جاوز السبعين‏.‏

والمحدث نجم الدين علي بن عبد الكافي الربعي الشافعي في شهر ربيع الآخر شابًا‏.‏

والشيخ كمال الدين عبد العزيز بن عبد المنعم في شعبان عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏

والعلامة جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني في شعبان عن نحو سبعين سنة‏.‏

والأمير الكبير أتابك المستعرب واسمه فارس الدين أقطاي الصالحي وقد ولي نيابة المظفر قطز توفي في جمادى الأولى‏.‏

والزاهد الكبير الشيخ محمد بن سليمان الشاطبي بالإسكندرية‏.‏

وخواجا نصير الدين الطوسي في ذي الحجة‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ست أذرع وإحدى وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏

وهي سنة ثلاث وسبعين وستمائة‏.‏

فيها كانت أعجوبة في السابع والعشرين من شعبان وهو أنه وقع رمل بمدينة الموصل ظهر من القبلة وانتشر يمينًا وشمالًا حتى ملأ الآفاق وعميت الطرق فخرج العالم إلى ظاهر البلد ولم يزالوا يبتهلون إلى الله تعالى بالدعاء إلى أن كشف الله ذلك عنهم‏.‏

وفيها توفي الأمير شهاب الدين أبو العباس أحمد بن موسى بن يغمور بن جلدك‏.‏

وقد تقدم ذكر والده الأمير جمال الدين موسى‏.‏

كان شهاب الدين هذا معروفًا بالشجاعة والشهامة والصرامة والحرمة ولاه الملك الظاهر المحلة وأعمالها من الغربية من إقليم مصر فهذبها ومهد قواعدها وأباد المفسدين بها بحيث إنه قطع من الأيدي والأرجل ما لا يحصى كثرة وشنق ووسط فخافه البريء والسقيم‏.‏

ومات بالمحلة في الرابع والعشرين من جمادى الأولى وكان عنده رياسة وحشمة وبر لمن يقصده وله نظم وعنده فضيلة‏.‏

ومن شعره يخاطب الأمير علم الدين الدواداري‏:‏ الخفيف إن صددتم عن منزلي فلكم في - - ه ثناء كنشر روض بهي أو رددتم فأنا المحب الذي من آل موسى في الجانب الغربي وله‏:‏ مخلع البسيط خضد قلبي وعم غيري يا ليتني مت قبل هذا وله في مليح نحوي‏:‏ الخفيف ومليح تعلم النحو يحكي مشكلات له بلفظ وجيز ما تميزت حسنه قط إلا قام أيري نصبًا على التمييز وفيها هلك بيمند الفرنجي متملك طرابلس بها في العشر الأول من شهر رمضان ودفن في كنيسة بها وتملك بعده ابنه وكان حسن الشكل مليح الصورة‏.‏

وفيها توفي الشيخ الإمام أبو محمد شمس الدين عبد الله ابن شرف الدين محمد بن عطاء الأفرعي الأصل الدمشقي الوفاة الحنفي كان إمامًا فقيهًا مفتيًا عالمًا مفتنًا أفتى ودرس بعدة مدارس وهو أول قاض ولي القضاء استقلالا بدمشق من الحنفية في العصر الثاني‏.‏

وأما أول الزمان فوليها جماعة كثيرة من العلماء في أوائل الدولة العباسية‏.‏

وحسنت سيرته في القضاء إلى الغاية وقصته مع الملك الظاهر بيبرس مشهورة لما أوقع الظاهر الحوطة على الأملاك والبساتين بدمشق وقعد الظاهر في دار العمل بدمشق وجرى الحديث في هذا المعنى بحضور القضاة الأربعة والعلماء وغيرهم فكل من القضاة ألان له القول وخشي سطوة الملك الظاهر إلا شمس الدين هذا فإنه صدع بالحق وقال‏:‏ ما يحل لمسلم أن يتعرض لهذه الأملاك والبساتين فإنها بيد أربابها ويدهم ثابتة عليها‏.‏

فغضب الملك الظاهر من هذا القول وقام من دار العدل وقال‏:‏ إذا كنا ما نحن مسلمون إيش قعودنا فشرع الأمراء يتألفوه ولازالوا به حتى سكن غضبه فلما رأى الظاهر الظاهر صلابة دينه حظي عنده وقال‏:‏ أثبتوا كتبنا عند هذا القاضي الحنفي وعظم في عينه وهابه‏.‏

وكان من العلماء الأعيان تام الفضيلة وافر الديانة كريم الأخلاق حسن العشرة كثير التواضع عديم النظيرة وانتفع بعلمه جم غفير رحمه الله تعالى‏.‏

وفيها توفي الشيخ جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود بن أحمد بن محمد التكريتي الجد الموصلي الأب الدمشقي المولد المحلي الوفاة المعروف بابن الطحان الشهير بالحافظ اليغموري كان فاضلًا سمع الكثير بعدة بلاد وكان له مشاركة في فنون وكان أديبًا شاعرًا‏.‏

ومن شعره‏:‏ الرمل رجع الود على رغم الأعادي وأتى الوصل على وفق مرادي ما على الأيام ذنب بعد ما كفر القرب إساءات البعاد الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي الحافظ وجيه الدين أبو المظفر منصور بن سليم الهمداني بالإسكندرية في شوال‏.‏

وقاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن محمد بن عطاء الحنفي في جمادى الأولى وهو في عشر الثمانين‏.‏

وأبو الفتح عمر بن يعقوب الإربلي الصوفي أمر النيل في هذه السنة المباركة‏:‏ الماء القديم خمس أذرع وأربع أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وثلاث أصابع‏.‏

السنة السادسة عشرة من سلطنة الظاهر بيبرس وهي سنة أربع وسبعين وستمائة‏.‏

فيها توفي الأمير عز الدين أبو محمد أيبك بن عبد الله الإسكندراني الصالحي النجمي كان أستاذه الملك الصالح نجم الدين أيوب يثق به ويعتمد عليه وولاه الشوبك وجعل عنده جماعة كثيرة من خواصه‏:‏ منهم الأمير عز الدين أيدمر الحلي والأمير سنجر الحصني والأمير أيبك الزراد وكان عنده كفاية وخبرة تامة وصرامة شديدة ومهابة عظيمة يقيم الحدود على ما تجب ثم نقل في عدة وظائف إلى أن مات في شهر رمضان بقلعة الرحبة ودفن بظاهرها‏.‏

وفيها توفي الحسن بن علي بن الحسن بن ماهك بن طاهر أبو محمد فخر الدين الحسيني نقيب الأشراف وابن نقيبهم مولده سنة ثماني وستمائة ومات يوم الأحد تاسع شهر ربيع الأول ببعلبك وكان عنده فضيلة ومعرفة بأنساب العلوي ونظم نظما متوسطا وكان مبذرًا للأموال‏.‏

وفيها توفي الأمير الكبير ركن الدين خاص ترك بن عبد الله الصالحي النجمي وكان شجاعًا وفيها توفي الشيخ زين الدين أبو المظفر عبد الملك بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر الحلبي الشافعي المعروف بابن العجمي مولده بحلب سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وسمع الحديث وحدث وكان شيخًا فاضلًا‏.‏

مات في ذي القعدة بالقاهرة ودفن بسفح المقطم وهو خال قاضي القضاة كمال الدين أحمد ابن الأستاذ‏.‏

وفيها توفي الشيخ بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن عبيد الله‏.‏

كان صدرًا كبيرًا عالمًا فاضلًا شاعرًا‏.‏

مات بالقاهرة ودفن بالقرافة وهو في عشر الستين‏.‏

ومن شعره رحمه الله تعالى‏:‏ مجزوء الكامل ولقد شكوت لمتلفي حالي ولطفت العباره فكأنني أشكو إلى حجر وإن من الحجاره وله‏:‏ الكامل يا راحلًا قد كدت أقضي بعده أسفًا وأحشائي عليه تقطع شط المزار فما القلوب سواكن لكن دمع العين بعدك ينبع وفيها توفي الشيخ الإمام تاج الدين أبو الثناء محمود بن عابد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن جعفر بن عمارة بن عيسى بن علي بن عمارة التميمي الصرخدي الحنفي مولده سنة ثمان وسبعين وخمسمائة بصرخد‏.‏

ومات ليلة الجمعة السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر بدمشق ودفن بمقابر الصوفية عند قبر شيخه جمال الدين الحصيري كان من الصلحاء العلماء العاملين كان كثير التواضع قنوعًا من الدنيا معرضًا عنها وكانت له وجاهة عظيمة عند الملوك وانتفع به جم غفير من الطلبة وكانت له اليد الطولى في النظم والنثر‏.‏

ومن شعره قوله‏:‏ مخلع البسيط ما نلت من حب من كلفت به إلا غرامًا عليه أو ولها ومحنتي في هواه دائرة آخرها ما يزال أولها قلت‏:‏ وأرشق من هذا من قال‏:‏ مجزوء الرجز محبتي ما تنقضي لجفوة تبطلها كأنها دائرة آخرها أولها الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي المحدث مكين الدين أبو الحسن بن عبد العظيم الحصني المصري في رجب وله أربع وسبعون سنة‏.‏

وسعد الدين أبو الفضل محمد بن مهلهل بن بحران الأنصاري الجبتي المصري سمع الأرتاحي‏.‏

وتوفي تاج الدين محمود بن عابد التميمي الصرخدي الحنفي الشاعر المشهور في شهر ربيع الآخر عن نيف وتسعين سنة‏.‏

وسعد الدين الخضر ابن شيخ الشيوخ تاج الدين عبد الله ابن شيخ الشيوخ أبي الفتح عمر بن حمويه الجويني في ذي الحجة عن ثلاث وثمانين سنة‏.‏

وأبو الفتح عثمان بن هبة الله بن عبد الرحمن بن مكي بن إسماعيل بن عوف الزهري آخر أصحاب ابن موقا في شهر ربيع الآخر بالإسكندرية‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم القاعدة لم تحرر لاختلاف المؤرخين‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وخمس عشرة إصبعًا‏.‏